کد مطلب:99641 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:130

حکمت 139











[صفحه 347]

الشرح: الجبان و الجبانه: الصحراء. و تنفس الصعداء، ای تنفس تنفسا ممدودا طویلا. قوله (ع): (ثلاثه) قسمه صحیحه، و ذلك لان البشر باعتبار الامور الالهیه: اما عالم علی الحقیقه یعرف الله تعالی، و اما شارع فی ذلك فهو بعد فی السفر الی الله یطلبه بالتعلم و الاستفاده من العالم، و اما لا ذا و لا ذاك، و هو العامی الساقط الذی لایعبا الله. و صدق (ع) فی انهم همج رعاع اتباع كل ناعق، الا تراهم ینتقلون من التقلید لشخص الی تقلید الاخر، لادنی خیال و اضعف وهم!. ثم شرع (ع) فی ذكر العلم و تفضیله علی المال فقال: (العلم یحرسك، و انت تحرس المال)، و هذا احد وجوه التفضیل. ثم ابتدا فذكر وجها ثانیا، فقال: المال ینقص بالانفاق منه، و العلم لاینقص بالانفاق بل یزكو، و ذلك لان افاضه العلم علی التلامذه تفید المعلم زیاده استعداد، و تقرر فی نفسه تلك العلوم التی افاضها علی تلامذته و تثبتها و تزیدها رسوخا. فاما قوله: (و صنیع المال یزول بزواله)، فتحته سر دقیق حكمی، و ذلك لان المال انما یظهر اثره و نفعه فی الامور الجسمانیه، و الملاذ الشهوانیه، كالنساء و الخیل و الابنیه و الماكل و المشرب و الملابس و نحو ذلك، و هذه الاثار كلها تزول بزوال ا

لمال او بزوال رب المال، الا تری انه اذا زال المال اضطر صاحبه الی بیع الابنیه و الخیل و الاماء، و رفض تلك العاده من الماكل الشهیه و الملابس البهیه! و كذلك اذا زال رب المال بالموت، فانه تزول آثار المال عنده: فانه لایبقی بعد الموت آكلا شاربا لابسا، و اما آثار العلم فلا یمكن ان تزول ابدا و الانسان فی الدنیا، و لا بعد خروجه عن الدنیا، اما فی الدنیا فلان العالم بالله تعالی لایعود جاهلا به، لان انتفاء العلوم البدیهیه عن الذهن و ما یلزمها من اللوازم بعد حصولها محال، فاذا قد صدق قوله (ع) فی الفرق بین المال و العلم: (ان صنیع المال یزول بزواله)، ای و صنیع المال لایزول و لایحتاج الی ان یقول (بزواله) لان تقدیر الكلام: و صنیع المال یزول، لان المال یزول، و اما بعد خروج الانسان من الدنیا فان صنیع العلم لایزول، و ذلك لان صنیع العلم فی النفس الناطقه اللذه العقلیه الدائمه لدوام سببها، و هو حصول العلم فی جوهر النفس الذی هو ممشوق النفس مع انتفاء ما یشغلها عن التمتع به، و التلذذ بمصاحبته، و الذی كان یشغلها عنه فی الدنیا استغراقها فی تدبیر البدن، و ما تورده علیها الحواس من الامور الخارجیه، و لاریب ان العاشق اذا خلا بمعشوقه، و انتف

ت عنه اسباب الكدر، كان فی لذه عظیمه، فهذا هو سر قوله: (و صنیع المال یزول بزواله). فان قلت: ما معنی قوله (ع): (معرفه العلم دین یدان به)، و هل هذا الا بمنزله قولك: معرفه المعرفه او علم العلم! و هذا كلام مضطرب. قلت: تقدیره: معرفه فضل العلم او شرف العلم، او وجوب العلم دین یدان به، ای المعرفه بذلك من امر الدین، ای ركن من اركان الدین واجب مفروض. ثم شرح (ع) حال العلم الذی ذكر ان معرفه وجوبه او شرفه دین یدان به، فقال: (العلم یكسب الانسان الطاعه فی حیاته)، ای من كان عالما كان لله تعالی مطیعا، كما قال سبحانه: (انما یخشی الله من عباده العلماء). ثم قال: (و جمیل الاحدوثه بعد وفاته)، ای الذكر الجمیل بعد موته. ثم شرع فی تفضیل العلم علی المال من وجه آخر، فقال: (العلم حاكم، و المال محكوم علیه)، و ذلك لعلمك ان مصلحتك فی انفاق هذا المال تنفقه، و لعلمك بان المصلحه فی امساكه تمسكه، فالعلم بالمصلحه داع، و بالمضره صارف، و هما الامران الحاكمان بالحركات و التصرفات اقداما، و احجاما، و لایكون القادر قادرا مختارا الا باعتبارهما، و لیسا الا عباره عن العلم او ما یجری مجری العلم من الاعتقاد و الظن، فاذن قد بان و ظهر ان العلم من حیث هو علم

حاكم، و ان المال لیس بحاكم، بل محكوم علیه. ثم قال (ع): (هلك خزان المال و هم احیاء)، و ذلك لان المال المخزون لا فرق بینه و بین الصخره المدفونه تحت الارض، فخازنه هالك لا محاله، لانه لم یلتذ بانفاقه، و لم یصرفه فی الوجوه التی ندب الله تعالی الیها، و هذا هو الهلاك المعنوی، و هو اعظم من الهلاك الحسی. ثم قال: (و العلماء باقون ما بقی الدهر)، هذا الكلام له ظاهر و باطن، فظاهره قوله: (اعیانهم مفقوده، و امثالهم فی القلوب موجوده)، ای آثارهم و ما دونوه من العلوم، فكانهم موجودون، و باطنه انهم موجودون حقیقه لا مجازا، علی قول من قال ببقاء الانفس، و امثالهم فی القلوب كنایه و لغز، و معناه ذواتهم فی حظیره القدوس، و المشاركه بینها و بین القلوب ظاهره، لان الامر العام الذی یشملها هو الشرف، فكما ان تلك اشرف عالمها، كذا القلب اشرف عالمه، فاستعیر لفظ احدهما و عبر به عن الاخر. قوله (ع): (ها ان هاهنا لعلما جما، و اشار بیده الی صدره)، هذا عندی اشاره الی العرفان و الوصول الی المقام الاشرف الذی لایصل الیه الا الواحد الفذ من العالم ممن لله تعالی فیه سر، و له به اتصال. ثم قال: (لو اصبت له حمله!) و من الذی یطیق حمله! بل من الذی یطیق فهمه فض

لا عن حمله!. ثم قال: (بلی اصیب). ثم قسم الذی یصیبهم خمسه اقسام. احدهم: اهل الریاء و السمعه، الذین یظهرون الدین و العلم و مقصودهم الدنیا، فیجعلون الناموس الدینی شبكه لاقتناص الدنیا. و ثانیها: قوم من اهل الخیر و الصلاح لیسوا بذوی بصیره فی الامور الالهیه الغامضه، فیخاف من افشاء السر الیهم ان تنقدح فی قلوبهم شبهه بادنی خاطر، فان مقام المعرفه مقام خطر صعب لایثبت تحته الا الافراد من الرجال، الذین ایدوا بالتوفیق و العصمه. و ثالثها: رجل صاحب لذات و طرب مشتهر بقضاء الشهوه، فلیس من رجال هذا الباب. و رابعها: رجل عرف بجمع المال و ادخاره، لاینفقه فی شهواته و لا فی غیر شهواته، فحكمه حكم القسم الثالث. ثم قال (ع): (كذلك یموت العلم بموت حاملیه)، ای اذا مت مات العلم الذی فی صدری، لانی لم اجد احدا ادفعه الیه، و اورثه ایاه. ثم استدرك فقال: (اللهم بلی، لاتخلو الارض من قائم بحجه الله تعالی) كیلا یخلو الزمان ممن هو مهیمن لله تعالی علی عباده، و مسیطر علیهم، و هذا یكاد یكون تصریحا بمذهب الامامیه، الا ان اصحابنا یحملونه علی ان المراد به الابدال الذین وردت الاخبار النبویه عنهم انهم فی الارض سائحون، فمنهم من یعرف، و منهم من لایعرف، و ا

نهم لایموتون حتی یودعوا الس، ر و هو العرفان عند قوم آخرین یقومون مقامهم.

[صفحه 351]

ثم استنزر عددهم فقال: (و كم ذا!) ای كم ذا القبیل! و كم ذا الفریق!. ثم قال: (و این اولئك!) استبهم مكانهم و محلهم. ثم قال: (هم الاقلون عددا، الاعظمون قددا). ثم ذكر ان العلم هجم بهم علی حقیقه الامر، و انكشف لهم المستور المغطی، و باشروا راحه الیقین و برد القلب و ثلج العلم، و استلانوا ما شق علی المترفین من الناس، و وعر علیهم نحو التوحد و رفض الشهوات و خشونه العیشه. قال: (و انسوا بما استوحش منه الجاهلون)، یعنی العزله و مجانبه الناس، و طول الصمت، و ملازمه الخلوه، و نحو ذلك مما هو شعار القوم. قال: (و صحبوا الدنیا بارواح ابدانها معلقه بالمحل الاعلی)، هذا مما یقوله اصحاب الحكمه من تعلق النفوس المجرده بمبادئها من العقول المفارقه، فمن كان ازكی كان تعلقه بها اتم. ثم قال: (اولئك خلفاء الله فی ارضه، و الدعاه الی دینه)، لا شبهه ان بالوصول یستحق الانسان ان یسمی خلیفه الله فی ارضه، و هو المعنی بقوله سبحانه للملائكه (انی جاعل فی الارض خلیفه)، و بقوله: (هو الذی جعلكم خلائف فی الارض). ثم قال: (آه آه شوقا الی رویتهم؟)، هو (ع) احق الناس بان یشتاق الی رویتهم، لان الجنسیه عله الضم، و الشی ء یشتاق الی ما هو من سنخه وسوست

ه و طبیعته، و لما كان هو (ع) شیخ العارفین و سیدهم، لاجرم. اشتاقت نفسه الشریفه الی مشاهده ابناء جنسه، و ان كان كل واحد من الناس دون طبقته. ثم قال لكمیل: (انصرف اذا شئت)، و هذه الكلمه من محاسن الاداب، و من لطائف الكلم، لانه لم یقتصر علی ان قال: (انصرف) كیلا یكون امرا و حكما بالانصراف لامحاله، فیكون فیه نوع علو علیه، فاتبع ذلك بقوله: (اذا شئت) لیخرجه من ذل الحكم و قهر الامر الی عزه المشیئه و الاختیار.


صفحه 347، 351.